للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سيبويه (١): «العرب تقول: تشيطن فلان، إذا فعل فِعل الشيطان، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط» (٢).

والشيطان مشتق من البعد، ولهذا يسمى كل من تمرد من جني وأنسي وحيوان شيطاناً (٣).

قال الله تعالى: ﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً﴾؛ [سورة الأنعام: ١١٢].

فبين في الآية أن الشيطان يكون في الجن والإنس. وأما إطلاقه على الحيوان، فكما في الحديث الذي رواه مسلم: «الكلب الأسود شيطان» (٤).

والمراد به في الآية: أنهم شياطين الجن، وهو الذي يدل عليه سياق الآية، وسبب نزولها.

وقيل: المراد: شياطين الإنس؛ وفيه نظر.

قوله: ﴿على ملك سليمان﴾

أي في ملك سليمان، قاله ابن جرير (٥)، ونقله عن ابن جريج (٦)، وابن


(١) هو عمرو بن عثمان، بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب بسيبويه، إمام النحاة، وأول من بسط في علم النحو، ولد سنة (١٤٨) هـ، تلقى عن الخليل بن أحمد، ففاقه، وألف كتابه المسمى: «كتاب سيبويه» في النحو، مات بالأهواز سنة (١٨٠) هـ، وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي (٥/ ٨١).
(٢) انظر قوله في الكتاب له (٢/ ١٢)، ونقله عنه القرطبي في تفسيره (١/ ٩٠).
(٣) انظر: تفسير ابن كثير (١/ ١١٥).
(٤) رواه مسلم (١/ ٣٦٥)، برقم: (٥١٠)، كتاب الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي.
(٥) انظر: تفسير الطبري (٢/ ٤١١).
(٦) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج الأموي مولاهم، المكي، ثقة فقيه فاضل، مات سنة خمسين ومائة. انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (٦/ ٣٢٥)، وتاريخ بغداد
(١٠/ ٤٠٠)، والتقريب ص (٦٢٤).

<<  <   >  >>