للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحسنه أيضا في فتح الباري (١)، وقال في القول المسدد: «وله طرق كثيرة، جمعتها في جزء مفرد، يكاد الواقف عليه يقطع بوقوع هذه القصة، لكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارجها؛ والله أعلم» (٢) اه.

وصححه الحاكم أيضا بقوله بعد إيراده له: «حديث صحيح الإسناد، لم يخرجاه، وترك حديث يحيى بن سلمة عن أبيه، من المحالات التي يردها العقل، فإنه لا خلاف أنه من أهل الصنعة، فلا ينكر لأبيه أن يخصه بأحاديث ينفرد بها» (٣).

وتعقبه الذهبي بقوله: «قال النسائي: متروك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث» (٤).

وضعف هذا الحديث كثير من أهل العلم، فقد قال الإمام أحمد: «هذا منكر، إنما يروى عن كعب (٥) (٦). وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الحديث، فقال: حديث منكر (٧). وقال ابن كثير في تفسيره (٨) بعد إيراده


(١) انظر: فتح الباري (١٠/ ٢٣٥).
(٢) انظر: القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد ص (٦٣، ٦٤).
(٣) انظر: المستدرك (٤/ ٦٠٧، ٦٠٨).
(٤) انظر: المرجع السابق.
(٥) هو كعب بن ماتع بن ذي هجن الحميري، أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار، ثقة، كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، ثم أسلم زمن أبي بكر، وقدم المدينة زمن عمر، وأخذ عن الصحابة، خرج إلى الشام، وسكن حمص ومات فيها سنة ٣٢ هـ. انظر ترجمته في: التقريب ص (٨١٢)، والأعلام (٥/ ٢٢٨).
(٦) انظر: الضعيفة للألباني (١/ ٣١٨)، حديث رقم: (١٧٠)، وعزاه لمنتخب ابن قدامة.
(٧) انظر: العلل لابن أبي حاتم (٢/ ٦٩ - ٧٠).
(٨) انظر: تفسير ابن كثير (١/ ٣٥٣).

<<  <   >  >>