للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرجه البزار، وقال: «رواه بعضهم عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، وإنما أتى رفع هذا عندي من زهير، لأنه لم يكن بالحافظ» (١).

والبيهقي في سننه، وقال: «رواه موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن كعب، قال: … وهذا أشبه» (٢).

وضعفه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند، وأطال النفس في إبطاله، وتعقب ابن حجر في قوله الذي مر: «وله طرق كثيرة، جمعتها في جزء مفرد، يكاد الواقف عليه أن يقطع بوقوع هذه القصة، لكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارجها»؛ تعقبه بقوله: «أما هذا الذي جزم به الحافظ بصحة وقوع هذه القصة، لكثرة طرقها، وقوة مخارج أكثرها فلا، فإنها كلها طرق معلولة، أو واهية … » (٣) (٤).

وقال عنه الشيخ الألباني في الضعيفة: «باطل مرفوعاً» (٥).

قلت: وبهذا يتبين أن رفع الحديث إلى النبي غير صحيح، وأما وقفه على ابن عمر، فصحيح، وعليه يحمل تحسين الحافظ ابن حجر، إلا أن ابن عمر رواه عن كعب، فرجع إلى كونه من أخبار بني إسرائيل، لا من قول المعصوم ؛ والله أعلم.


(١) انظر: مسند البزار، حديث رقم: (٢٩٣٨).
(٢) انظر: السنن الكبرى (١/ ٤، ٥).
(٣) انظر: مسند الإمام أحمد تحقيق أحمد شاكر (٩/ ٢٩ - ٣٣)، حديث رقم: (٦١٧٨).
(٤) وضعفه أيضاً شعيب الأرنؤوط، ورفقاؤه في تحقيق مسند أحمد (١٠/ ٣١٨)، حديث رقم: (٦١٧٨).
(٥) انظر: الضعيفة (١/ ٣١٤) وما بعدها، حديث رقم: (١٧٠)، وانظر لمزيد من التفصيل في حاشية سنن سعيد بن منصور (٢/ ٥٨٣ - ٥٩٥)، حديث رقم: (٢٠٦).

<<  <   >  >>