للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلاق لهم» (١).

قوله: ﴿ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون﴾

أي لبئس ما باعوا به أنفسهم؛ قاله السدي، وابن جرير (٢).

لأن كلمة «شروا» من الأضداد، تأتي للبيع، وللشراء، كما ذكره ابن الأنباري في الأضداد (٣).

قال ابن كثير (٤) في بيان معنى الآية: «يقول تعالى: «ولبئس» البديل ما استبدلوا به من السحر عوضاً عن الإيمان ومتابعة الرسل، لو كان لهم علم بما وعظوا به، ﴿ولو أنهم آمنوا، واتقوا لمثوبة من عند الله خير﴾، أي ولو أنهم آمنوا بالله ورسله، واتقوا المحارم، لكان مثوبة الله على ذلك خيراً لهم مما استخاروا لأنفسهم، ورضوا به، كما قال تعالى: ﴿وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن، وعمل صالحاً، ولا يلقاها إلا الصابرون﴾؛ [سورة القصص: ٨٠].


(١) رواه من حديث أبي بكرة الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٤٥)، وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد، والطبراني، ورجالهما ثقات، ورواه من حديث أنس النسائي في السنن الكبرى (٨/ ١٤٧)، حديث رقم: (٨٨٣٤)، كتاب السير، باب الاستعانة بالفجار في الحرب، والطبراني في الأوسط (٢/ ٥٦٥)، حديث رقم: (١٩٦٩)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٣٠٢)، وقال: رواه البزار، والطبراني في الأوسط، وأحد أسانيد البزار ثقات الرجال».
(٢) انظر: تفسير الطبري (٢/ ٤٥٥).
(٣) انظر: الأضداد له ص (٧٢).
(٤) انظر: تفسير ابن كثير (١/ ٣٦٤).

<<  <   >  >>