حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَهُ عَمَّنْ، حَدَّثَهُ: " أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَرِيضٌ يُعَاتِبُهُ فِي بَعْضِ مَا عَتَبَ النَّاسُ عَلَيْهِ فِيهِ، وَقَالَ لِرَسُولِهِ: «اقْرَأْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ لَقَدْ وَلَّيْتُكَ مَا وَلَّيْتُكَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، وَإِنَّ لِي لَأُمُورًا مَا هِيَ لَكَ، لَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَمَا شَهِدْتَهَا، وَشَهِدْتُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَمَا شَهِدْتَهَا، وَلَقَدْ فَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَصَبَرْتُ» ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِرَسُولِهِ: " اقْرَأْ عَلَى أَخِي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شُهُودِكَ بَدْرًا وَغَيْبَتِي عَنْهُ، فَقَدْ خَرَجْتُ لِلَّذِي خَرَجْتَ لَهُ فَرَدَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّرِيقِ إِلَى ابْنَتِهِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتِي لِمَا بِهَا مِنَ الْمَرَضِ، وَوَلِيتُ مِنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ⦗١٠٣٢⦘ الَّذِي يَحِقُّ عَلَيَّ حَتَّى دَفَنْتُهَا، ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ بَدْرٍ فَبَشَّرَنِي بِأَجْرٍ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلِ أُجُورِكُمْ، وَأَعْطَانِي سَهْمًا مِثْلَ سُهْمَانِكُمْ، فَأَنَا أَفْضَلُ أَمْ أَنْتُمْ؟ وَأَمَّا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي إِلَى قُرَيْشٍ لِأَسْتَأْذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ بِالْهَدْيِ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَيَنْحَرُ بُدْنَهُ، وَيَحِلُّ مِنْ عُمْرَتِهِ، فَاسْتَبْطَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَافَ أَنْ يَكُونَ غُدِرَ بِي فَهَاجَهُ مَكَانِي عَلَى بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِيعَتِكُمْ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَقَالَ: هَذِهِ بَيْعَةُ عُثْمَانَ، أَفَأَيْدِيكُمْ أَفْضَلُ أَمْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صَبْرِكَ يَوْمَ أُحُدٍ وَفِرَارِي فَقَدْ كَانَ ذَاكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْعَفْوَ عَنِّي فِي كِتَابٍ، فَعَيَّرْتَنِي بِذَنْبٍ غَفَرَهُ اللَّهُ لِي، وَنَسِيتَ مِنْ ذُنُوبِكَ مَا لَا تَدْرِي أَغُفِرَ لَكَ أَمْ لَمْ يُغْفَرْ "، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ بِهَذَا بَكَى، وَقَالَ: «صَدَقَ وَاللَّهِ أَخِي، لَقَدْ عَيَّرْتُهُ بِذَنْبٍ غَفَرَهُ اللَّهُ لَهُ، وَنَسِيتُ مِنْ ذُنُوبِي مَا لَا أَدْرِي أَغُفِرَتْ لِي أَمْ لَمْ تُغْفَرْ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute