للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحق: عدم ذلك، إذ ليس للمحل وراء العلم صفة أخرى (١).

قوله: "وأن النِّسب، والإضافات".

أقول: مذهب أهل الحق أن النسب، والإضافات ليست بموجودة، بل أمور اعتبارية سوى الأين، فإنه قالوا به والأعراض النسبية ما عدا الكم، والكيف (٢).


= راجع: المحصل للرازي: ص/ ٨٥ - ٩٠، والمعالم له: ص/ ٣٠ - ٣١، والمواقف للإيجي: ص/ ٥٧، وتشنيف المسامع: ق (١٨٢/ ب)، والغيث الهامع: ق (١٧٤/ ب)، وهمع الهوامع: ص/ ٤٧٥.
(١) قال الأشموني -في الرد على المعتزلة-: "والجواب المطلق أن العدم هو عين انتفاء الوجود، وكل ما لا يكون موجودًا يكون معدومًا، وبالعكس، وهم سلموا أن الحال ليست بموجودة، فذلك عين تسليمهم أنها معدومة اللهم إلا أن يفسروا الوجود، والعدم بمعنى آخر، وحينئذ لا يبقى نزاع، ويصير البحث لفظيًا" همع الهوامع: ص/ ٤٧٥.
(٢) ذهب أكثر المتكلمين إلى أن النسب، والإضافات أمور اعتبارية ذهنية لا وجودية بالوجود الخارجي.
وقال الفلاسفة - الحكماء: الأعراض النسبية موحودة في الخارج، وهي مفهومات تعقل بالقياس إلى الغير، والمشهور أن الأعراض النسبية سبعة:
الأين: وهو حصول الشيء في المكان مثل فوق، وتحت.
والمتى: وهو حصول الشيء في الزمان كساعة، ويوم، وليلة، وشهر، وسنة.
والوضع: وهو هيئة حاصلة للشيء بسبب نسبتين هما نسبة أجزائه إلى بعض، ونسبة أجزائه إلى الأمور الخارجية عنه، كهيئة الإنسان، فإنه يعتبر فيه نسبة أجزاء الجسم بعضها إلى بعض، ونسبة تلك الأجزاء إلى أمور خارجة عنها، كمثل كون رأسه فوق، ورجليه من أسفل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>