للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدنيا مزبلة، والآخرة أعلى منزلة؟ ونتيجة ذلك الجهل الدخول في ربقة المارقين من الدين النافرين عنه.

وإذا دخل في زمرتهم، وعدادهم، فالآيات الواردة في قبح حالهم الناعية عليهم بكل سوء في العقبي لا تعد، ولا تحصى، ولا على أحد من الناس تخفى (١).

قوله: "فدونك صلاحًا".

أقول: لما بين أن سلوك طريق الحق ماذا أمده، وغايته من القرب من حضرة رب العالمين، والعدول عنه كيف يدخل في ربقة الضالين الخاسرين حث على تعاطى أسباب تلك السعادة، وحذر عن التلبس بما يورث تلك الشقاوة، فعليك بصالح [العمل] (٢)، وإياك وما يورث الندامة، والخجل، وقد راعى في ترتيب الأمور المذكورة في العبارة ترتبها حسب نفس الأمر، مع طباق (٣) كل صفة، مع مقابلتها، فإن الصلاح هو الاستقامة على الوجه


(١) راجع: تشنيف المسامع: ق (١٨٩/ ب) والغيث الهامع: ق (١٧٨/ ب) والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٤٣١، وهمع الهوامع: ص/ ٤٨١.
(٢) ما بين المعكوفتين سقط من (أ) وأثبت بهامشها.
(٣) الطباق: الجمع بين الشيء، وضده في الكلام، وهو نوعان:
طباق الإيجاب: وهو ما لا يختلف فيه الضدان إيجابًا، وسلبًا كما ذكر المصنف وكقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} [الكهف: ١٨].
وطباق السلب: وهو ما اختلف فيه الضدان إيجابًا، وسلبًا كقوله: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ} [النساء: ١٠٨].
راجع: البلاغة الواضحة: ص/ ٢٨٠ - ٢٨١، والإيضاح للقزويني: ٢/ ٤٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>