للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقل عن شيخ الطائفة الجنيد (١): "ليس التوكل ترك الكسب إنما التوكل سكون القلب إلى الموعود من اللَّه".

وقال بعضهم: اكسب ظاهرًا، وتوكل باطنًا.

وأصل هذا ما روي: أن رجلًا قال: أرسل ناقتي يا رسول اللَّه، وأتوكل؟ قال: "لا اعقلها وتوكل" (٢).


(١) هو الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز، أبو القاسم، شيخ الطائفة الصوفية من العلماء بالدين، مولده ومنشأه، ووفاته ببغداد، أصل أبيه من نهاوند، وكان يعرف بالقواريري نسبة لعمل القوارير، وعرف الجنيد بالخزاز، لأنه كان يعمل الخز، قال أحد معاصريه: ما رأت عيناي مثله، الكنبة يحضرون مجلسه لألفاظه، والشعراء لفصاحته، والمتكلمون لمعانيه، وهو أول من تكلم في علم التوحيد ببغداد، وقال ابن الأثير في وصفه: إمام الدنيا في زمانه. وضبط مذهبه بقواعد الكتاب، والسنة، ولذا كان إمام هدى كما قال ابن تيمية، ومن كلامه: طريقنا مضبوط بالكتاب، والسنة، من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، ولم يتفقه لا يقتدى به. توفي سنة (٢٩٧ هـ؛ وقيل: ٢٩٨ هـ).
راجع: حلية الأولياء: ١٠/ ٢٥٥، وصفة الصفوة: ٢/ ٢٣٥، وتأريخ بغداد: ٧/ ٢٤١، والكامل لابن الأثير: ٨/ ٦٢، وطبقات الشعراني: ١/ ٧٢.
(٢) رواه الترمذي من حديث المغيرة بن قرة السدوسي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رجل: يا رسول اللَّه أعقلها، وأتوكل، أو أطلقها، وأتوكل؟ قال: "اعقلها، وتوكل". قال عمرو بن علي: قال يحيى: "وهذا عندي حديث منكر" قال أبو عيسى: "وهذا حديث غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وقد روي عن عمرو بن أمية الضمري عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو صحابي مشهور. واستنكره الإمام يحيى بن سعيد القطان لأجل المغيرة بن قرة لأنه لا يعرف حاله، وقال غيره: كان كاتب يزيد بن المهلب، وفتح معه جرجان في أيام سليمان بن عبد الملك.
راجع: تحفة الأحوذي: ٧/ ٢٢٠ - ٢٢١، وميزان الاعتدال: ٤/ ١٦٥، والتقريب: ٢/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>