للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهب المصنف: إلى أنه خارجي، ونسب عكسه إلى الإمام، ونقل عن والده: أن الموضوع له هو المعنى من حيث هو، ومحل الخلاف -كما صرح به المصنف- هو الاسم النكرة لا المعرفة (١).

إذا تقرر هذا، فنقول: نقل المحققون من أئمة العربية أن الاسم النكرة موضوع للحقيقة من حيث هي.

وقيل: لمفرد مفسر متناول لجميع الأفراد على سبيل البدل (٢)، وعلى كلا التقديرين، فالمدلول كلي، وإذا كان كليًا لا بد وأن يكون في الذهن إذ كل موجود خارجي جزئي حقيقي.

واعلم أنا قد قدمنا: أن للأشياء وجودات مختلفة، وجود في الكتابة، ووجود في العبارة، ووجود في الذهن، ووجود في الخارج.

وقد اتفق المحققون (٣) -في مباحث الألفاظ-: على أن الكتابة تدل على العبارة، والعبارة تدل على ما في النفس، وما في النفس يدل على ما في الخارج.


(١) راجع: المحصول: ١/ ق / ١/ ٢٦٩ - ٢٧٠، ونهاية السول: ٢/ ١٦، وتشنيف المسامع: ق (٣٠ / أ)، والمحلي على جمع الجوامع: ١/ ٢٦٦، والمزهر: ١/ ٤٢، وهمع الهوامع: ص / ٨٤، والآيات البينات: ٢/ ٥٧، وإرشاد الفحول: ص / ١٤.
(٢) راجع: شرح المفصل لابن يعيش: ١/ ٢٦، وشرح ابن عقيل: ١/ ٨٦، وأوضح المسالك لابن هشام: ١/ ٦٠.
(٣) جاء في هامش (أ، ب): "منهم القطب في شرح المطالع، وتبعه أفضل المتأخرين الشريف رحمهما الله تعالى هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>