للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجواب: أن الاعتراض المذكور إنما يتم أن لو أُطلِق لفظ على معنى، ولم يُعلَم أنه حقيقة فيه، أو مجاز، أما إذا عُلِم أن للفظ المستعمل معنى مجازيًا، ومعنى حقيقيًا، ولم يُعلَم أيهما مراد هنا لخفاء القرينة، فصحة نفي المعنى الحقيقي دليل على أن المجازي هو المراد، فيُعلَم أن اللفظ مجاز.

مثلًا إذا قيل: طلع البدر علينا (١): من ثنيات الوداع (٢).

وقد صح في هذا المقام أن يقال: إن الطالع ليس هو القمر الحقيقي علم أن المراد إنسان كالقمر، ويعلم مما ذكرنا حال الحقيقة.

ومنها: عدم وجوب اطراده، والمراد بعدم الاطراد أن يستعمل لفظ لمعنى العلاقة، ثم لا يستعمل ذلك اللفظ، أو لفظ آخر في معنى آخر، مع وجود تلك العلاقة كالقرية تستعمل في أهلها نحو: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: ٨٢] أي: أهلها، والعلاقة المحلية، مع [عدم] (٣) جواز استعمال البساط في أهله، مع وجود العلاقة.


(١) آخر الورقة (٤٥ / ب من ب).
(٢) هذا من نظم قاله أهل المدينة بمناسبة قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - ووصوله إليها مهاجرًا من مكة.
راجع: البداية والنهاية: ٣/ ١٩٧، أما ابن القيم فقد ذكر في "زاد المعاد" ٣/ ٤٨١ - ٤٨٢ أن ذلك النظم قيل عندما دنا من المدينة بعد عودته من غزوة تبوك.
(٣) سقط من (أ) وأثبت بهامشها.

<<  <  ج: ص:  >  >>