للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: هو الانتقال من غرض إلى غرض آخر نحو: {وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٦٢) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا} [المؤمنون: ٦٢، ٦٣]، وهذا -[أيضًا] (١) عائد إلى النفي إذ الكفار كانوا يزعمون: أن لا حشر، ولا نشر، فرد عليهم بأن الأمر ليس كما تزعمون، نحن نضبط أحوالكم، لسنا عنكم غافلين، بل أنتم الغافلون الذين قصر فكرهم على الحطام الفاني (٢).

قوله: "العاشر: بيد".

أقول: من تلك الكلمات المتداولة لفظة بيد، وهي تأتي بمعنى غير، كذا ذكر في بعض كتب اللغة (٣).

وتكون علة نحو: "أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش" (٤) أي: لأني من قريش، وهذا فيه نظر قوي، وهو أن كونه


(١) سقط من (أ) وأثبت بهامشها.
(٢) راجع معاني بل: تأويل مشكل القرآن: ص / ٥٣٦، الصاحبي: ص / ١٤٥، الجني الداني: ص / ٢٣٥، ورصف المباني: ص / ١٥٣ - ١٥٧، والأزهية: ص / ٢٢٨ - ٢٣١، ومغني اللبيب: ص / ١٥١ - ١٥٣، ومعترك الأقران: ١/ ٦٣٧، والبرهان في علوم القرآن: ٤/ ٢٥٨، والإتقان: ٢/ ١٨٥، وشرح تنقيح الفصول: ص / ١٠٩، وكشف الأسرار: ٢/ ١٣٥، وتشنيف المسامع: ق (٤٣ / ب)، وهمع الهوامع: ص / ١٢٧ - ١٢٨.
(٣) راجع: مغني اللبيب: ص / ١٥٥ - ١٥٦.
(٤) ذكر العجلوني عن غيره أن معناه صحيح، لكن لا أصل له، كما قاله ابن كثير، وغيره من الحفاظ، وأورده أصحاب الغريب، ولا يعرف له سند، وذكر بأنه روي مرسلًا عند ابن سعد، ورواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري، ثم حَكَى انتقاد السيوطي للحلال المحلي، ولشيخ الإسلام زكريا الأنصاري حيث ذكراه بدون بيان حاله.
راجع: كشف الخفاء: ١/ ٢٣٢، وأسنى المطالب: ص / ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>