للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إذا كان المعنى المستعمل فيه أحد المعنيين الآخرين، فلا إجمال لتعينه على كلا التقديرين، والآخر يوقف (١).

وقيل: يعمل به - أيضًا - لكثرة الفائدة.

قوله: "البيان: إخراج الشيء من حيز الإشكال إلى حيز التجلي".

أقول: البيان - لغة -: مصدر بان (٢)، إذا ظهر، وانفصل.


= الوطء استفيد منه واحد، وهو أن المحرم لا يطأ، ولا يوطأ، أي: لا يمكن غيره من وطئه، يعني المرأة، وإن حمل على العقد استفيد منه معنيان بينهما قدر مشترك، وهو أن المحرم لا يعقد لنفسه، ولا يعقد لغيره. والحديث رواه مسلم في صحيحه: ٤/ ١٣٦ - ١٣٧، وقد رجح الإجمال الغزالي، وابن الحاجب، وهو مذهب الحنابلة.
وذهب الآمدي إلى أنه ظاهر في المعنيين، وحكاه عن الأكثر، واختاره.
راجع: الإحكام للآمدي: ٢/ ١٧٤، ومختصر ابن الحاجب: ٢/ ١٦١، وشرح الكوكب المنير: ٣/ ٤٣١، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٦٥، وفواتح الرحموت: ٢/ ٤٠، وإرشاد الفحول: ص/ ١٧١.
(١) ومثلوا له بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الثيب أحق بنفسها من وليها" أي: بأن تعقد لنفسها، أو تأذن لوليها، فيعقد لها، ولا يجبرها، وقد قال بصحة عقدها لنفسها أبو حنيفة، وبعض أصحاب الشافعي، لكن إذا كانت في مكان لا ولي فيه، ولا حاكم.
راجع: صحيح مسلم: ٤/ ١٤١، وشرح فتح القدير: ٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٦٥ - ٦٦، وهمع الهوامع: ص/ ٢٢٤.
(٢) بان: ثلاثي، ولا يستعمل إلا لازمًا، وأما غير الثلاثي، فإنه يستعمل لازمًا، ومتعديًا، كأبان، وبين، وتبين، واستبان، وهي كلها بمعنى الوضوح، والانكشاف، والاسم هو البيان.
راجع: المصباح المنير: ١/ ٧٠، والقاموس المحيط: ٤/ ٢٠٤، ومختار الصحاح: ص/ ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>