للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب غير الجاحظ - والمشهور أنه النظام (١) -: إلى أن صدقه اعتقاد المطابقة، وكذبه عدم اعتقادها (٢)، فلا نظر إلى الواقع، كما لا نظر عند أهل الحق إلى الاعتقاد، فالساذج - وهو الذي لا اعتقاد فيه - واسطة بين الصدق، والكذب.

وفيه نظر: لأن ما لا اعتقاد فيه لا حكم هناك، ليكون واسطة، إذ [يرجع] (٣) الصدق، والكذب إلى حكم المخبر لا إلى مدلول الخبر الذي هوالوقوع، والثبوت، فتأمل!


= راجع: المطول على التلخيص: ص/ ٢٨، والمحصول: ١/ ق/ ١/ ٣١٩، والإحكام للآمدي: ١/ ٢١٨، وشرح تنقيح الفصول: ص/ ٣٤٧، والتمهيد: ص/ ٤٤٤، والمسودة: ص/ ٢٣٢، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ١١١، والغيث الهامع: ق (٨٤/ ب)، وهمع الهوامع: ص/ ٢٥٤، وغاية الوصول: ص/ ٩٤.
(١) هو إبراهيم بن يسار بن هانئ البصري، المعتزلي، أبو إسحاق المشهور بالنظام، وهو أستاذ الجاحظ، كان أديبًا، متكلمًا، قوى الحفظ قيل حفظ القرآن، والتوراة، والإنجيل، وتفاسيرها، والأشعار، والأخبار، واختلاف الناس في الفتيا، وطالع كتب الفلاسفة، وخلط كلامهم بكلام المعتزلة، وقد نسب إليه أقوال شاذة منها: منع إمكان الإجماع على أمر عادة، وأنكر القياس، كما كان رئيس فرقة من المعتزلة تنسب إليه، من مؤلفاته: كتاب النكت في عدم حجية الإجماع، وتوفي سنة (٢٣١ هـ).
راجع: فرق وطبقات المعتزلة: ص/ ٥٩، والفهرست لابن النديم: ص/ ٢٠٥، وتأريخ بغداد: ٦/ ٩٧، وروضات الجنات: ١/ ١٥١.
(٢) راجع: المطول على التلخيص: ص/ ٣٦، وفواتح الرحموت: ٢/ ١٠٨ وتيسير التحرير: ٣/ ٢٩، والغيث الهامع: ق (٨٤/ ب)، وهمع الهوامع: ص/ ٢٥٤، وإرشاد الفحول: ص/ ٤٤ - ٤٥.
(٣) في (أ): "موضع" والمثبت من (ب) هو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>