للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند/ ق (٩٠/ أمن ب) الراغب الأصفهاني (١): الصدق هو مطابقة الواقع، مع اعتقاد الوقوع، كما تقدم في مذهب الجاحظ، وإن فقد كل من المطابقة، والاعتقاد، فكذب، وإن فقد أحدهما، فكذب نظرًا إلى المفقود من الوقوع، أو الاعتقاد، وصدق نظرًا إلى المأخوذ منهما (٢).

قوله: "ومدلول الخبر الحكم بالنسبة لا ثبوتها".

أقول: قد اختلف في أن مدلول الخبر هل هو وقوع النسبة في ذاتها أو إيقاع المتكلم؟ .

فاختار المصنف: أنه الإيقاع لا الوقوع، والإلزام أن لا يوجد الكذب في الكلام [توضيح ذلك: أن زيدًا قائم، لو دل على ثبوت القيام،


(١) هو العلامة المحقق أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الأصبهاني كان من أذكياء المتكلمين، صاحب التصانيف الكثيرة، كالذريعة إلى مكارم الشريعة، والمفردات في غريب القرآن، ومقدمة جامع التفاسير، وتحقيق البيان في تأويل القرآن، وحل متشابهات القرآن، وغيرها كثير. وذكر الذهبي أنه لم يظفر له بوفاة، ولا ترجمة. وذكر البعض أنه توفي سنة (٥٠٢ هـ وقيل: ٥٠٣ هـ وقيل: غير ذلك).
راجع: تأريخ حكماء الإِسلام: ص/ ١١٢، وروضات الجنات: ص/ ٢٤٩، وسير أعلام النبلاء: ١٨/ ١٢٠، وبغية الوعاة: ٢/ ٢٩٧، وشذرات الذهب: ٣/ ٢٨٣، ومرآة الجنان: ٣/ ٦٩، ولسان الميزان: ٥/ ٣٠٠.
(٢) راجع: المفردات للراغب: ص/ ٢٧٧، والمطول على التلخيص: ص/ ٣٦، وحاشية البناني على المحلي: ٢/ ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>