"رواية القدماء عنه مقاربةٌ: شعبة، والثوريُّ، وهشام الدستوائي، أمَّا غيرُهم فقد جاءوا عنه بأعاجيب".
وقال مرةً:
"وحماد عنده عنه تخاليط. يعني حماد بن سلمة".
وهذا من رواية حماد بن سلمة عنه، فتأمَّلْ!
وقال شعبةُ:
"كان حماد بنُ أبي سليمان لا يحفظُ".
وقال أبو حاتمٍ:
"هو صدوقٌ إلا يُحتجُّ بحديثه، وهو مستقيمٌ في الفقه، فإذا جاء الآثار شوَّش"!.
* قُلْتُ: فالحاصلُ أن كليهما كان سيىء الحفظ، فلو تابع أحدهما الآخر -كما هو الحالُ هنا-، فنقبل حديثهما بشرط عدم وجود المخالف، لا سيما إنْ كان مثل الأعمش ومنصور. أمّا مع وجوده فلا.
وقد قال أحمد في "العلل":
"منصور والأعمش، أثبتُ من حماد وعاصم" يشير بذلك إلى ترجيح ما رجحناهُ (١).
وقد نقل الحافظ في "الفتح"(١/ ٣٢٩) كلام الترمذيّ في ترجيح حديث الأعمش ومنصور، ثم قال: "وهو كما قال، وإن جنح ابنُ خزيمة إلى تصحيح الروايتين لكون حماد بن أبي سليمان وافق =
(١) ورجح رواية الأعمش أبو حاتم الرازي -كما في "العلل" (٩) لولده- أما أبو زرعة فقال: الصحيح حديث عاصم عن أبي وائلٍ، عن المغيرة"!!.