للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= * قُلْتُ: كذا قال الشيخ - رحمه الله -، وهذا من تساهله الذي عُرف به عند أهل العلم بالحديث.

أمَّا توثيق أحمد وابن معينٍ لمحمد بن حميدٍ، فحكايتُه ما ذكره أبو حاتم الرازيُّ، قال: "سألنى يحيى بنُ معينٍ عن ابن حميدٍ من قبل أن يظهر منه ماظهر، فقال: أيُّ شىءٍ ينقمون منه؟ قلتُ: يكون في كتابه شىءٌ، فيقول: ليس هذا هكذا، فيأخذ القلم فيغيرُهُ! فقال ابنُ معين: بئس هذه الخصلة، قدم علينا بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب، ففرقنا الأوراق، ومعنا أحمدُ، فسمعناه، ولم نر إلَّا خيرًا" اهـ.

فظاهرٌ من الحكاية أنَّ توثيق أحمد وابن معين لمحمد بن حميد كان بعد هذا المجلس. وقد كان ابنُ معين وغيرُه يوثق الراوى بناءً على مجلسٍ واحدٍ يسمعه منه على الاستقامة.

وهذا التوثيق ضعيفٌ، لأن عامة أهل الريّ أجمعوا على أن محمد بن حميد ضعيفُ الحديث جدًّا، وهو رازيٌّ أيضًا، فهم أعلمُ به من أحمد وابن معين؛ لأن بلديَّ الرجل أعلمُ به وأخبر.

وقد قال الشيخُ أبو الأشبال في "شرح الترمذيّ" (١/ ٢٦٦): " ..... وخصوصًا مع اختيار مالك حديثهما، وإخراجه في "موطئه"، وهو أعرفُ الناس بأهل المدينة، وأشدُّهم احتياطًا في الرواية عنهم" اهـ.

نقولُ: وكذلك أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان -وغيرُهما من أهل الريّ- أعلمُ من غيرهما بأهل البلد.

وقد قال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة:

"سألتُ أبا زرعة عن محمد بن حميدٍ، فأومأ بأصبعه إلى فمه! فقُلت له: كان يكذب؟! فقال برأسه: نعم. فقُلْتُ له: كان قد شاخ، =

<<  <  ج: ص:  >  >>