للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتأنيثه أشهر من المطابقة".

فصل: ص: قد يلي – عند غير المبرد – لولا الامتناعية الضمير الموضوع للنصب والجر مجرور الموضع عند سيبويه، مرفوعه عند الأخفش والكوفيين.

ش: إذا ولي "لولا" الامتناعية مضمر فالمشهور كونه أحد المضمرات المرفوعة المنفصلة لأنه موضعُ ابتداء، قال الله تعالى: (لولا أنتم لكُنّا مؤمنين)، ومن العرب مَن يقول: لولاي ولولانا إلى لولاهنّ. وزعم المبرد أن ذلك لا يوجد في كلام مَن يحتج بكلامه. وما زعمه مردود برواية سيبويه والكوفيين، وأنشد سيبويه رحمه الله:

وكم مَوطنٍ لولايَ طِحتَ كما هوى ... بأجْرامه من قُنّةؤ النيّق مُنهوي

وأنشد الفراء:

أتطمِعُ فينا مَن أراق دماءنا ... ولولاكَ لم يعرضْ لأحْسابنا حَسَنْ

ومذهب سيبويه في ياء لولاي وكاف لولاك وشبههما أنهما في موضع جرّ بلولا، لأن الياء وأخواتها لا يعرف وقوعها إلا في موضع نصب أو جرّ، والنصب في لولاي ممتنع لأن الياء لا تنصب بغير اسم إلّا ومعها نون الوقاية وجوبا أو جوازا. ولا تخلو منها وجوبا إلا وهي مجرورة، وياء لولاي خالية منها وجوبا فامتنع كونها منصوبة وتعيّن كونها مجرورة. وفي ذلك – مع شذوذه – استبقاء حقّ للولا، وذلك أنها مختصة بالاسم غير مشابهة للفعل، ومقتضى ذلك أن يجر الاسم مطلقا، لكن منع من ذلك شبهها بما اختص بالفعل من أدوات الشرط من ربط جملة بجملة .. وأرادوا التنبيه على موجب العمل في الأصل، فجرّوا بها المضمر المشار إليه. ومذهب الأخفش أن الياء

<<  <  ج: ص:  >  >>