وتنفرد لمّا بأمرين: أحدهما: وجوب اتصال نفيها بالحال، ومن ثم امتنع أن يقال: لمّا يكن كذا ثم كان. وإنما يقال: لمّا يكن كذا وقد يكون، أو لا يكون. قال:
فإن كنتُ مأكُولا فكنْ خيرَ آكل ... وإلا فأدْرِكْني ولمّا أُمَزَّق
والثاني: جواز الاستغناء في الاختيار بذكرها عن ذكر المنفي بها، إذا دل عليه دليل، كما تقول: ندم زيد ونفعه الندم، وندم غيره ولما، قال الشاعر:
فجئتُ قبورَهم بدْءًا ولمّا ... فنادَيْتُ القبورَ فلم يُجِبْنَه
أراد: ولما أكن كذلك. ولا يسلك مثل ذلك بلم إلا في الضرورة، كقول الراجز:
يا رُبّ شيْخ من لُكَيْز ذي عَنَم ... أجْنَح لم يَشْمَطْ وقد كاد ولم
وقد يلي لم معمول مجزومها اضطرارا كقول ذي الرمة:
فأضحتْ مَغانيها قِفارا بلادُها ... كأنْ لم سوى أهلٍ من الوَحْشِ تُؤْهَل
تقديره: كأن لم تؤهل سوى أهل من الوحش. وقول الآخر:
فذاك ولمْ إذا نحن امْتَرَيْنا ... تكنْ في الناس يُدْرِكُكَ المراءُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute