كتاب شرح التسهيل لابن مالك

باب الأفعال الرافعة الاسم الناصبة الخبر - ج: 1 - ص: 360

فظلُّوا ومنهم سابِقٌ دَمْعة له ... وآخر يثْني دَمْعةَ العَيْنِ بالمَهْل

ومثله قول الآخر:

وكانوا أُناسا يَنْفَحُون فأصبحوا ... وأكثر ما يُعْطونك النَّظَرُ الشَّزْرُ

ص: وتختص كان بمرادفة "لم يزل" كثيرا، وبجواز زيادتها وسطا باتفاق، وآخرا على رأي. وربما زيد أصبح وأمسى ومضارع كان، وكان مسندة إلى ضمير ما ذكر، وبين جار ومجرور.

ش: الأصل في كان أن يدل بها على حصول معنى ما دخلت عليه فيما مضى، دون تعرض لأولية ولا انقطاع، كغيرها من الأفعال الماضية، فإن قصد الانقطاع ضمن الكلام ما يدل عليه، كقوله تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم).

وكقول الشاعر:

وتركى بلادي والحوادثُ جمةٌ ... طريدا وقِدْما كنتُ غير مُطرّد

وقد يقصد بها الدوام كما يقصد بلم يزل، كقوله تعالى: (وكان الله على كل شيء قديرا) وكقول الشاعر:

وكنتُ امرَأ لا أسمعُ الدهرَ سُبَّةً ... أُسَبُّ بها إلا كشفتُ غطاءها

وتختص كان بجواز زيادتها بلفظ الماضي، متوسطة بين مسند ومسند إليه، نحو: