حكاه سيبويه. وإلى نحو:(ويستنبئونك أحق هو) وأشرت بما قاربهن إلى نحو: (لنبلوهم أيهم أحسن عملا).
وأجاز يونس تعليق ما لم يوافقهن ولم يقاربهن، وجعل من ذلك قوله تعالى:(ثم لننزِعَنّ من كل شيعة أيُّهم أشد) فضمة الياء عنده ضمة إعراب، وعند سيبويه ضمة بناء، وأي موصولة. وقد مضى ذلك.
وعلق نسى لأنه ضد علم، والضد قد يحمل على الضد، ومنه قول الشاعر:
ومَنْ أنتمُ إنا نسينا من انتمُ ... وريحكمُ من أيِّ ريح الأعاصر
ومثله قول الشاعر على أحد الوجهين:
لم أرَ مثل الفِتْيان في غَبَن الـ ... .ـأيَّام ينْسَوْن ما عواقبُها
وإن تقدم على الاستفهام أحد المفعولين نحو: علمت زيدا أبو مَنْ هو، اختير نصبه، لأن العامل متسلط عليه بلا مانع، ويجوز رفعه لأنه والذي بعد الاستفهام شيء واحد في المعنى، فكأنه في حيز الاستفهام، والاستفهام مشتمل عليه، وهو نظير قولهم: إنّ أحدا لا يقول ذلك، وأحدٌ هذا لا يقع إلا بعد نفي، ولكن لما كان هنا هو والمضمر المرفوع بالقول المنفي شيئا واحدا في المعنى، فتنزل بمنزلة واقع بعد النفي، ومثله قول الشاعر:
ولو سُئِلت عني نوار وأهلها ... إذا أحد لم ينطق الشفتان