للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومَن لا يصرف الواشين عنه ... صباحَ مساءَ يَبْغوه خَبالا

وقول الآخر:

آتٍ الرزقُ يومَ يومَ فأجْملْ ... طَلَبا وابْغ للقيامة زادا

إلا أنه ذكر هناك لكونه من الظروف التي لا تتصرف. وذكر هنا لكونه من المركب الجاري مجرى خمسة عشر، ولا يستعمل منه إلا ما سمع. فمن المستعمل منه حديث نقادة الأسدي رضي الله عنه "اللهم اجعل قوتَ فلانٍ يومَ يومَ" ومنه قول الشاعر:

إذ نحن في غرّة الدنيا وبَهْجتها ... والدارُ جامعةٌ أزمانَ أزْماننا

ومن المسموع في بين قول الشاعر:

نَحمِي حقيقتنا وبَعْـ ... ـضُ القوم يَسقِط بين بينا

ولا يقاس على شيء منه، كما لا يقاس على خمسة عشر وأخواته غيرها من الأعداد. ولو جاز القياس على ما سمع لقيل فلان يأتينا وقتَ وقتَ، ونهارَ ليلَ وعامَ عامَ، قياسا على يأتينا يوم يوم وصباح مساء وإذا لم يقس على أسماء الزمان مع أن فيها كثرة ما، فألا يقيس على اسم المكان الذي هو بينَ بينَ أحرى وأولى.

فإن الظروف المكانية أقل من الظروف الزمانية، وهي تبع لها في هذا الاستعمال كما هي تبع لها في الإضافة إلى الجمل. ولذلك لم يضف من أسماء المكان إلى الجمل إلا "حيث". وأضيف لها من أسماء الزمان إذ وإذا وما أشبهها في المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>