للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله قول زيد الخيل:

وتركبُ يومَ الرَّوْع فيها فوارسٌ ... بصيرون في طعن الأباهر والكُلى

ومثله:

وخضخَضْن فينا البحرَ حتّى قطَعْنَه ... على كلِّ حالٍ من غُمارٍ ومن وحلْ

ومثله:

وأرغبُ فيها عن لقيطٍ ورهطِه ... ولكنني عن سِنْبس لستُ أرغبُ

أي وأرغب بها. وحكى يونس عن بعض العرب: ضربته في السيف، أي بالسيف.

ص: ومنها "عن" للمجاوزة، وللبدل وللاستعلاء وللتعليل، ولموافقة بد وفى. وتزاد هي وعلى والباء عوضا.

ش: استعمال عن للمجاوزة أكثر من استعمالها في غيرها، ولاقتضائه المجاوزة عُدّي بها صدّ وأعرض وأضربَ وانحرف وعدل ونهى ونأى ورحل واستغنى، وغفل وسها وسلا. ولذلك عدّي بها رغب ومال ونحوها إذا قصد ترك المتعلق به نحو رغبت عن اللهو وملت عن التواني. وقالوا رويت عن فلان، وأنبأتك عنه، لأن المروي والمنبأ به مجاوز لمن أخذ عنه، ولاشتراك عن ومن في معنى المجاوزة تعاقبا في تعدية بعض الأفعال نحو كسوته عن عُرْي ومن عري، وأطعمته عن جوع ومن جوع، ونزعت الشيء عنه ومنه، وتقبّل عنه ومنه، ومنع عنه ومنه. ومن هذا قراءة بعض القراء: (فويلٌ للقاسية قلوبهم عن ذكر الله)

<<  <  ج: ص:  >  >>