أخرجه أحمد (٥/ ١٤٦ و١٧٢) من طريق ابن لهيعة عن سالم بن غيلان عن سليمان بن أبى عثمان عن عدى بن حاتم الحمصى عن أبى ذر به. قلت: وهذا سند ضعيف, ابن لهيعة ضعيف، وليس الحديث من رواية أحد العبادلة عنه، وسليمان بن أبى عثمان مجهول, وبه أعله الهيثمى، فقال فى «مجمع الزوائد» (٣/ ١٥٤): «وفيه سليمان بن أبى عثمان قال أبو حاتم: مجهول»، وسكوته عن ابن لهيعة ليس بجيد. وإنما قلت: إن الحديث منكر؛ لأنه قد جاءت أحاديث كثيرة بمعناه لم يرد فيها «تأخير السحور» أصحها حديث سهل بن سعد مرفوعاً بلفظ: «لا تزال أمتى بخير ما عجلوا الإفطار» أخرجه بهذا اللفظ أبو نعيم فى «الحلية» (٧/ ١٣٦) بسند صحيح، وكذا أخرجه ابن أبى شيبة فى «المصنف» (٢/ ١٤٨/٢) إلا أنه قال: «هذه الأمة»، وإسناده صحيح على شرط مسلم، وهو عند الشيخين والترمذي والدارمي والفريابي (٥٩/ ١) وابن ماجه والبيهقى وأحمد (٥/ ٣٣١ و٣٣٤ و٣٣٦ و٣٣٧ و٣٣٩) بلفظ: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر». وأورده ابن القيم رحمه الله فى «زاد المعاد» بلفظ أبى نعيم المتقدم , وبلفظ: «لا تزال أمتى على الفطرة ...».
ولم أره بهذا اللفظ فى التعجيل بالفطر، وإنما جاء فى صلاة المغرب بلفظ: «لا تزال أمتى على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم»، أخرجه أبو داود والحاكم وأحمد بسند جيد , فلعل ابن القيم اشبته عليه بهذا.