للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَنتُمْ تَعْلَمُون (٢٢)[البقرة]، وهذا الشرك هو الشرك الأكبر؛ لأن الشرك في الشرع نوعان:

- شرك أكبر.

- وشرك أصغر.

والشرك الأكبر يناقض أصل التوحيد، ويشمل الشرك في الربوبية، وفي الإلهية وفي أسماء الله وصفاته، ولكن الشرك في العبادة هو الغالب على الأمم؛ قديمًا وحديثًا.

والشرك في العبادة أن يعبد غير الله مع الله، فالناس بالنسبة للاستسلام لله ثلاثة:

الأول: الموحد: وهو من استسلم لله بإفراده بالعبادة وحده لا شريك له.

الثاني: المشرك: وهو من استسلم له ولغيره، بأن عبده وعبد معه غيره.

الثالث: المستكبر: وهو من لم يستسلم لله أصلًا، بل استنكف عن عبادة الله.

قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا (١٧٢)[النساء]، وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٧٣)[النساء].

فالمسلم الموحد إذا أشرك ارتد عن الإسلام. أما من كان مشركًا من الأصل فهذا لا نسميه مرتدًا؛ لأنه لم يسلم أصلًا.

<<  <   >  >>