وشهادة أن لا إله إلا الله تتضمن الإيمان بالله في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، فتوحيده في ربوبيته يكون بالإيمان بأنه لا رب غيره، وفي إلهيته بالإيمان بأنه لا إله سواه، ولا معبود بحق إلا هو، وفي صفاته باعتقاد أنه المنفرد في صفاته، فلا شبيه له في شيء من صفاته ﷾.
إذًا؛ شهادة أن لا إله إلا الله يناقضها الشرك بالله؛ لأنها كلمة التوحيد، كما أنها تقتضي العلم واليقين والانقياد والمحبة.
وشهادة أن محمدًا رسول الله تتضمن الإيمان بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم النبي العربي الأمي رسول الله إلى الثقلين: الجن والإنس، وأرسله ﴿بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون (٣٣)﴾ [التوبة].
وشهادة أن محمدًا رسول الله تقتضي تعظيم الرسول ﷺ، والإيمان بكمال خُلُقه وكمال شريعته، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣]، فهذه حقيقة الشهادتين.
وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله تقتضي العلم بمعناهما وحقيقتهما والانقياد لما دلت عليه.
إذًا؛ جميع أسباب الردة التي نسميها في هذه الرسالة نواقض الإسلام مدارها على مناقضة الشهادتين.