للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشيخ :

الخامس: من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول ولو عمل به؛ كفر.

وهذا في الحقيقة ضرب من النفاق، والبغض عمل قلبي، والمراد أنه يبغضه بغضًا دينيًا عقليًا، ويرى أنه شيء قبيح وبغيض، ويؤدِي بالضرورة إلى أن يبغض من يدعو إليه، ويمكن أن يُمثل لهذا بشخص يبغض الصلاة، فمن يبغضها لا يرى لها فضيلةً ولا نفعًا، ويرى أن هذه التصرفات من الوقوف والانحناء والركوع والسجود؛ أنها سفاهة وجهالة، فيبغضها، وبغضها يؤدي إلى بغض من يعملها.

أما من يؤمن بالله ورسوله، فإنه يؤمن بشريعة الصلاة، وأنها حق من عند الله، وأن في فعلها الأجر والثواب، ويحب أن يقيمها، ولكنه يجد مشقة في القيام للصلاة، فيكره القيام للصلاة الكراهة الطبيعية، لكنه لا يستجيب لهذه الكراهة، وإنما يعصي هواه، فهذا نوع آخر لا يدخل فيما نحن فيه؛ لأنَّ هذه كراهة طبيعية تضادَّها المحبة الإيمانية، فالجهاد كريه للنفوس؛ كما قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ﴾ [البقرة: ٢١٦] والإنسان يكره الموت بطبعه، ويكره الجهاد لما فيه من مشقة ومخاطرة بالنفس، ولكن إذا صح وقوي الإيمان بالله، والإيمان بفضل الجهاد والشهادة في سبيل الله صار المرُّ حلوًا؛ ولهذا

<<  <   >  >>