الثالث: من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ كفر.
«الثالث» من النواقض: «من لم يكفر المشركين» الذين يعبدون مع الله غيره، فيعبدون الأحجار والأشجار، أوالموتى، أو البقر، أو الصليب، أو المسيح وأمه؛ كما قال ﷾: ﴿وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّهِ﴾ [المائدة: ١١٦]، وقال ﷾: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: ١٧]؛ فمن لم يكفر هؤلاء، فهو كافر. كمن يقول: إن اليهود والنصارى على دين صحيح، وهناك من الطوائف من يقول: إن عُبَّاد الأصنام على حق، وإن دينهم صحيح!! فمن لم يكفر من كفره الله ورسوله؛ كفر.
وقوله:«أو شك في كفرهم» كفر؛ لأن الشك في الحق كالتكذيب به، كأن يقول: والله لا ندري اليهود والنصارى على حق أم لا! أو يقول: لكلٍ أن يتدين بالدين الذي يناسبه.
وقوله:«أو صحح مذهبهم»، كأن يقول: إنهم على دين صحيح، وأن الطرق إلى الله تنوعت؛ فكما أن المسلمين على دين صحيح فهم كذلك، أو قال: إنه دين صحيح في نظرهم، كما أن دين الإسلام صحيح في نظر المسلمين. فقائل هذا يجب أن يبين له أن كلامه باطل وأنه لم