السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول ﷺ، أو ثواب الله أو عقابه؛ كفر، والدليل قوله تعالى: ﴿قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُون (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ [التوبة].
والاستهزاء: السخرية (١). والاستهزاء والسخرية تنم وتدل على الاحتقار والكراهة، فالشيء المعظم محل للثناء والتبجيل والتعظيم والإشادة، والاستهزاء والسخرية إنما يكون بالشيء المهين عند الساخر، وهكذا كان أعداء الرسل يسخرون ويستهزؤن بأنبياء الله وبالمؤمنين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُون (٢٩)﴾ [المطففين]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِاءَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [الأنعام: ١٠].
واليوم الموقف يتكرر، فقد نضحت ألسُن المنافقين في الصحف والإذاعات بالاستهزاء البيِّن والخفي بدين الله ﴿﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ [محمد: ٣٠]، فهذا ضرب من النفاق.
وقد تجد شخصًا مسلمًا في الظاهر يصلي، ويصوم، ويتصدق، ويحج، لكن تأتي مواقف، تراه فيها يسخر ويستهزئ بالصلاة وفاعلها، فيقول: ما هذه الصلاة؟! الذي يصلي كأنه يلعب، فكلمة «يلعب» هذه لا تخرج من فم إنسان يؤمن بالله ورسوله.