على ذلك الشرك في العبادة بالذبح لهم، والصلاة لهم، والتقرب إليهم بأنواع القربات.
والناقض الثاني الذي ذكره الشيخ وهو «من جعل بينه وبين الله وسائط» إلخ. من جنس ما كان عليه المشركون الأولون، ولا شك أن هذا النوع أهون ممن يعبد ما يعبده معتقدًا أنه ينفع ويضر، فيجمع بين الشركين، والله تعالى لم يجعل بينه وبين عباده واسطة في العبادة؛ بل أمر بأن يتوجهوا إليه بالعبادة وحده لا شريك له، لكنَّه جعل بينه وبين عباده واسطة في تبليغ شرعه وهم الرسل، فالرسل وسائط بين الله وبين عباده، فلا طريق للعباد إلى معرفة ربهم ومعرفة دينه وشرعه إلا طريق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فهم وسائط في تبليغ شرع الله، فهذه الواسطة حق، ومن اعتقد أنه يستغني عن وساطة الرسل في معرفة الله، ومعرفة دينه وما يقرب إليه؛ فهو كافر، والله أعلم.