للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بطونًا ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء؛ يعني: النبي والمؤمنين! فسبُّوا الرسول ، وخيار أصحابه بالجبن والكذب والشَرَهِ في الأكل، فأخبر الله رسول الله بذلك، فجاء هذا القائل ليعتذر، فوجد القرآن قد سبقه، فقال: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونلعب، فقال له رسول الله : «أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون» (١).

فهذا الرجل كان مؤمنًا، أو كان عنده أصل الإيمان وإيمانه ضعيف؛ فكفر، أو كان منافقًا مظهرًا للإيمان، ثم باح بالكفر.

فالخطر عظيم، ويجب على المسلم أن يحبس لسانه، ولا يمزح في أمر الدين، وفيما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته، وفيما يتعلق بالقرآن وبالسنة، وهدي رسول الله ؛ لأن المزح معناه: الهزل ضد الجد، فالمزح والسخرية والضحك يكون فيما بين الناس في الأمور العادية. أما أن يتجاوز إلى الاستهزاء بالرب العظيم، أو برسوله الكريم، أو بدينه القويم؛ فهذا يخرج به الإنسان من الإسلام إلى الكفر.

* * * * * * *


(١) جامع البيان (١٠/ ٢/ ١٧٢).

<<  <   >  >>