الله، ولا يترك شرب الخمر خوفًا من الله، فإن تركه؛ فإنما لأنه لا يتهيأ له، فهل يمكن أن يكون مسلمًا؟!
لا يمكن أبدًا؛ لأن هذا الإعراض الكلي مناقض للشهادتين، فلو كان صادقًا لعمل بشيء من دين الله.
والكلام على هذا غير الكلام على بعض الأعمال التي يختلف أهل العلم: هل تركها كُفْرٌ أم لا؟ كالصلاة مثلًا، فهذا موضوع آخر، فترك الصلاة فيه خلاف بين أهل العلم، ولا ريب أن الذي لا يصلي أبدًا، أو لا يصلي إلا مجاملة للناس؛ أنه كافر.
واستدل الشيخ لهذا الناقض بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُون (٢٢)﴾ [السجدة]، وفي الآية الثانية: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (٥٧)﴾ [الكهف]، وقال ﷾: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُون (٣)﴾ [الأحقاف]، فهذا الذي يدَّعي الإسلام، ويشهد الشهادتين، ثم هو معرض كل الإعراض عن دين الله، هذا الإعراض يكذِّب ما يدعيه من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وهذا النوع تجده إن عمل شيئًا، عمله نفاقًا، فإذا صار بين الناس وقاموا يصلون قام يصلي. أما إذا خلا، فلا يصلي ولا يصوم؛ لأن هذه أعمال لا يفعلها الإنسان خاليًا إلا إذا كان مؤمنًا بالله ورسوله، وبأنها أعمال صالحة تنفعه.