للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحنُ الفوارسُ يومض الهَريرِ ... إذ تُسلِمُ الشَّفَتانِ الفَمَا

ويروى إذ تقلص، أراد تقلص الشفتان من الهول.

إذا ذُعِرَتْ من بَياضِ السُّيو ... فِ قُلنا لها أقدِمي مُقدَمَا

ولما انصرف الربيع بن زياد، وكان يُدعى الكامل، أتى بني ذبيان ومعه ناس من بني عبس، فأتى

الحارث بن عوف بن أبي حارثة، فوقفوا عليه فقالوا: هل أحسست لنا الحارث بن عوف، وهو يعالج

نحياً. فقال: هو في أهله. ولبس ثيابه، فطلبوه ثم رجعوا وقد لبس ثيابه فقالوا: ما رأينا كاليوم قط

مركوباً إليه. قال: ومن أنتم؟ قالوا: بنو عبس، ركبان الموت. قال: بل أنتم ركبان السلم والحياة،

مرحباً بكم، لا تنزلوا حتى تأتوا حصن بن حذيفة. فقالوا: نأتي غلاماً حديث السن، وقد قتلنا أباه

وأعمامه ولم نره قط! فقال الحارث: نعم إن الفتى حليم، وإنه لا صُلح حتى يرضى. فأتوه عند

طعامه، فلما رآهم، ولم يكن رآهم حصن، قالوا: هؤلاء بنو عبس. فلما أتوه حيّوه. قال: من أنتم؟

قالوا: ركبان الموت، فحياهم، وقال: بل أنتم ركبان السلم والحياة، إن تكونوا احتجتم إلى قومكم، فقد

احتاج قومكم إليكم. هل أتيتم سيدنا الحارث ابن عوف؟ قالوا: لم نأته. وكتموا إتيانهم إياه. قال: فأتوه.

فقالوا: ما نحن ببارحيك حتى تنطلق معنا. فخرج يضرب أوراك أباعرهم قبله، حتى أتوه. فلما أتوه،

حلف له حصن هل أتوك قبلي؟ قال: نعم. فقال: قم بين عشيرتك، فإني معينك بما أحببت. قال

الحارث: فأدعوا معي خارجة بن سنان. قال: نعم. فلما اجتمعا قالا لحصن: تُجيرنا من

<<  <  ج: ص:  >  >>