للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

خصلتين: من الغدر بهم، والخذلان لنا، قال: نعم فقاما بينهم، فباءؤوا بين القتلى، وأخرجا لبني ثعلبة بن سعد ألف

ناقة، وأعانهم فيها حصن بخمس مائة ناقة. وزعموا أنه لما اصطلح الناس، وكان حصين بن ضمضم

قد حلف أن لا يصيب رأسه غُسل، حتى يقتل بأخيه هرم بن ضمضم. فأقبل رجل من بني عبس

يقال له ربيعة بن وهب بن الحارث ابن عدي بن بجاد، وأمه امرأة من بني فزارة، يريد أخواله، فلقيه

حصين بن ضمضم المري فقتله بأخيه الذي قتله ورد بن حابس العبسي. فقال حيّان بن حصين العبسي:

سالَمَ الله مَنْ تَبرَّأ مِن غَيْ ... ظٍ ووَلَّى أثَامَها يَربوعا

قَتلونَا بعدَ المواثيقِ بالسُّح ... مِ تَرَاهُنَّ في الدِّماءِ كُروعا

إن تُعيدوا حَربَ القَليبِ علينا ... تجدُوا أمرَنا أحَذَّ جميعا

فلما بلغ فزارة قتل حصين بن ضمضم، ربيعة بن وهب، غضبوا وغضب حصن في قتل ابن

أختهم، وفيما كان من عقد حصن لبني عبس. وغضب بنو عبس فأرسل إليهم الحارث ابنه، فقال:

اللبن أحب إليكم أم أنفسكم؟ يعني ابنه. يقول: إن شئتم فاقتلوه، وإن شئتم فالدِّية. قالوا: اللبن أحب

إلينا. فأرسل إليهم مائة من الإبل، دية ربيعة ابن وهب. فقبلوا الدية، وتموا على الصلح. فقال شييم

بن خويلد الفزاري:

حلَّت أُمَامَةُ بطنَ البَينِ فالرَّقَمَا ... واحتَلَّ أهلُكَ أرضاً تُنبِتُ الرَّتَما

الرتم شجر، الواحدة رتمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>