للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- فلما بلغت هذه الأبيات بني فقيم،

قالوا: هذا قول همام فشكوه إلى غالب، فكذب عنه فصدقوه، فقال الفرزدق يعتذر إلى بني فقيم:

يا قومِ إني لم أُرِدْ لأسُبَّكم ... وذو الطنئِ محقوقٌ بأنْ يتعذّرا

ويروى لم أكن لأسبكم، والطنئ التهمة.

تناهوْا فإني لو أَردتْ هِجاءَكم ... بَدَا وهو معروفٌ أغرَّ مٌشَهَّراً

إذا قال غاوٍ من معدٍّ قصيدةً ... بها جربٌ كانت علىَّ بِزوبرا

أي بأجمعها، يقال: خذ هذا بزوبره أي بأجمعه، وبزوبر لا ينصرف. قال أبو عثمان: سمعت

الكسائي والأصمعي جميعا يقولان، خذه بزوبره، وبزاجمه، وبزامجه، وبصنايته، وبحذافيره، أي خذه

بأجمعه.

أينطقُها غيري وأُرمى بذنبها ... وهذا قضاءٌ حقهُ أنْ يُغيَّرا

فلما سمع هذه الأبيات غالب، قال: أنت والله صاحب القوم. وقال لبني فقيم: إن شئتم فاعفوا، وإن

شئتم فعاقبوا. فعفوا عنه واضطغنوا عليه في أنفسهم. ثم إن ركبا من بني فقيم نهشل، وفيهم شغار بن

مالك الفقيمي، وفيهم امرأة من بني يربوع، معها صبية لها من بني فقيم، خرجوا يريدون البصرة،

فمروا بجابية من ماء السماء بالقبيبة لغالب، عليها أمة لها تحفظها، فشرعوا فيها فنهتهم الأمة فشيعهم

- أي جرأهم - شغار على ورودها، فضربوها واستقوا. وأتت المرأة أهلها فأخبرتهم الخبر وهم

قريب، فركب الفرزدق فرساً، وأخذ رمحا، حتى أدرك القوم، فشق أسقيتهم، وعقر بشغار، وشق نحي

<<  <  ج: ص:  >  >>