للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

العثان الدخان. فاستعدى عليه بنو عبد الله بن هوذة، عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأرسل إليه،

فأقدمه، وأنشدوه الشعر الذي قال في أُمهم، فقال عثمان: ما أعلم في العرب رجلاً أفحش ولا ألأم منك،

وإني لأظن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان حيا لنُزل فيك قرآن. فقال ضابئ:

منْ يَكُ أَمسَى بالمدينةِ رَحْلُهُ ... فإني وقيَّاراً بها لغَريبُ

قيار بعيره وفرسه أو رفيقه.

وما عاجلاتُ الطيرِ يُدنينَ مِلْ فَتَى ... رَشَاداً ولا عَنْ ريثهنَّ يخيبُ

ويروى تدني من الفتى:

ورُبَّ أُمورٍ لا تضيرُكَ ضيرةً ... وللقلبِ من مخشاتِهنَّ وجِيبُ

ولا خيرَ فيمنْ لا يوطِّنُ نفسهُ ... على نائِباتِ الدَّهرِ حينَ تنُوبُ

وفي الشَّكِّ تفريطٌ وفي العَزْمِ قُوَّةٌ ... ويخطِئُ بالحدْسِ الفتى ويُصيبُ

ولستَ بمُستبقٍ صديقاً ولا أَخاً ... إذا لم تعدِّ الشَّيءَ وهو يَريبَ

ورواية إذا لم تعد بالصفح، ويروى بالفضل حين يريب. فقضى عثمان رضي الله عنه لبني هوذة

على ضابئ، بجز شعره

<<  <  ج: ص:  >  >>