حتى خرج السنان من الناحية الأخرى، وخر بسطام على الآلاءة، ميتا، فلما رأت ذلك بنو
شيبان خلوا سبيل النعم، وولوا الأدبار، فمن قتيل وأسير، وأسر بنو ثعلبة بجاد بن قيس بن مسعود
في سبعين من بني شيبان. فقال ابن عنمة الضبي، وهو يومئذ مجاور في بني شيبان وخاف أن يقتل:
لأُم الأرضِ ويلٌ ما أجنَّتْ ... بحيثُ أضرَّ بالحسنِ السبيلُ
يقسَّمُ مالهُ فينا وندعُو ... أبَا الصَّهباءِ إذ جنحَ الأصيلُ
أجِدَّكِ لن تريهِ ولن نرَاهُ ... تخُبُّ به عذافرةٌ ذَمولُ
حقيبةُ رحلِها بدنٌ وسرجٌ ... تُعارضُها مربيةٌ دؤُولُ
إلى ميعادِ أرعنَ مُكفهرُ ... تُضمَّرُ في جوانبهِ الخُيولُ
لك المُرباعُ منها والصَّفايا ... وحُكمُكَ والنشيطةُ والفُضُولُ
لقد ضمنتْ بنو زيدِ بن عمرو ... ولا يُوفى بِبسطامٍ قتيلُ
وخرَّ على الألاءةِ لم يُوسَّد ... كأنَّ جبينه سيفٌ صقيلُ
فإن تجزَعْ عليه بنو أبيهِ ... فقد فُجِعوا وفاتهُم جليلُ
بِمِطعامٍ إذا الأشوالُ راحتْ ... إلى الحُجراتِ ليس لها فصيلُ
وقال شمعلة بن الأخضر بن هبيرة بن المنذر بن ضرار:
ويومَ شقائقِ الحسنينِ لاقَتْ ... بنو شَيبانَ آجالاً قِصاراً
شَككنا بالرِّماحِ وهُنَّ زُورٌ ... صِماخيْ كبشهم حتى استدارا