بني جعفر لخله عامر بن الطفيل. فتحمل بأهله وبه، حتى لحق
بالشربة ببني جعفر، فنزل به على بني عامر بن مالك بن جعفر، فرأى رثاثة فودج أم عتيبة. ويقال
هو دج مية. فعجب منه وكره ذلك، فقال عتيبة: لا جرم لا تنفلت من القد حتى تجيء بفودج أمك فيما
تفادي به. فقال قائل: إما مالك بن نويرة، وإما أخوه متمم بن نويرة، وإما أبو مليل في ذلك:
لله عتَّابُ بِنُ ميَّةَ إذ رأى ... إلى ثأرِنا في كفهِ يتلدَّدُ
أتُحيي امرءاً أردى بُجيراً ومالِكاً ... وأشوى حُريثاً بعدما كان يقصدُ
ونحن ثأرنا قبلَ ذاكَ ابنَ أُمِّهِ ... غداةَ الكلابيِّين والقومُ شهدُ
قال: فلم يزل بسطام فيها زمينا، وكان عامر يطلب إلى عتيبة أن يخليه، حتى ينادمه. فكان يفعل
كذلك، فلما طال مكثه قال عتيبة، يعطف عليه جزء بن سعد، وكان رئيس بني يربوع:
ألا مَنْ مُبلغٌ جزءَ بنَ سعدٍ ... فكيفَ أصاتَ بعدكُمُ النُّقيلُ
أُحامي عن ذِمارِ بني أبيكم ... ومثلي في غَوائِبكم قليلُ
قال: فلما انتهى جزء إلى قوله: ومثلي في غوائبكم قليل. قال: أي والله، وفي شواهدنا، فلم يقدر
عتيبة مع بني عبيد، أن يأذن له فيلحق بقومه. قال عتيبة في أسره بسطاما:
أبلغ سراةَ بني شيبانَ مالكِةً ... إني أبأتُ بعبدِ الله بسطاما
إن تُحرزُوه بذي قارٍ فَذاقِنةٍ ... فقد هبطتُ به بيداً وأعلاما
قاظ الشَّرِبَّةَ في قيدٍ وسلسلةٍ ... صوتُ الحديدِ يُغنيه إذا قاما