بعث به سرا إلى بسطام ليأكله، ثم يدعى جواره. قال سليط: وإنما كان عتيبة أتى به
إلى عامر بن الطفيل، وكان مع عتيبة رئي له من الجن، فلما رآها قال لحباشة عبده: إن مع الأمة
شيئاً تخبؤه مني وإن فيه لغدرا فخذه، فأخذه منها، فوجد الضبة معها. قال: وقال عامر بن الطفيل
لعتيبة: أتفادي أسيرك؟ قال: نعم، إلا أن تضيق ذراعك. قال: لن تضيق ذراعي فقل. قال: ضع
رجلك في حلقته. قال عامر: لا، ولكن بمالي. قال عتيبة: هو أكثر منك مالا. قال عامر: هل أنت
مبارزي عليه؟ قال عتيبة: هذا شيء ما أسأله ولا آباه، وأنا مرتحل غدا فاتبعني. قال ك فارتحل فتلأم
عامر - يعني لبس لأمته قال: واللأمة الدرع. فقال له عمه عامر بن مالك أتريد أن تستنقذ أسيراً من
يديه، خاض إليه الرماح حتى أخذه؟ انثل الدرع عنك - يعني ألقها - فلو نفث عليك لقطرك. ومضى
به عتيبة حتى نزل به في عمرو بن جندب ابن العنبر، فلم يلبث أن جاء فداؤه أربعمائة بعير
وثلاثون فرساً وفودج أمه. قال فخلى سربه - أي سبيله.
رجع إلى شعر جرير:
ظلَّ اللَّهازمُ يلعبونَ بنسوةٍ ... بِالجوِّ يومَ نُفحنَ بالأبوالِ
قال الجو يريد البطن من الأرض. وقوله نفحن بالأبوال، قال: وإنما نفعل هذا من الفزع.
يبكينَ منْ حذَرِ السِّباءِ عشيَّةً ... ويملنَ بينَ حقائبٍ ورِحالِ
لا يخفينَّ عليكَ أنَّ مُجاشِعاً ... شبهُ الرِّجالِ وما هُمُ برِجالِ
مِثْلُ الضِّباعِ يسُفْنَ ذيخاً رائحاً ... ويخُزنَ في كمر ثلاثَ ليال
الذيخ ذكر الضباع.