يا ابْنَ المَراغَةِ إنَّما جارَيْتَنَي ... بِمُسبقينَ لَدَى الفَعالِ قِصارِ
والحابِسِينَ إلى العَشِيِّ ليأخذوا ... نُزُحَ الرَّكِيِّ ودِمْنَةَ الأسآر
ويروى ليشربوا. يقول: هم ضعفاء أذلاء، فلا يقوون أن يشربوا إلا بعد الناس كلهم كما قال
النجاشي:
ولا يردون الماء إلاَّ عشيةً ... إذا صدَرَ الوُرَّادُ عن كُلِّ منهلِ
قال: والأسار، واحدها سُؤر مهموز. قال: ودمنة هاهنا، طين وما بقي في أسفل البئر، وهو في هذا
الموضع مستعار، وأصل الدمنة مجتمع البعر والرماد ومصب اللبن.
قال الأخطل في السؤر:
وشاربٍ مُرْبحٍ بالكأسِ نادَمَني ... لا بالحُصُورِ ولا فيها بساءَرِ
يا ابْنَ المراغةِ كيفَ تطلُبُ دارماً ... وأبوكَ بينَ حِمارَةٍ وحِمارِ
وَإذا كِلابُ بني المَراغةِ ربَّضَتْ ... خَطَرتْ ورائِي دار مي وَجَماري
قوله وجماري، يعني بني طهية وبني العدوية ابني مالك بن حنظلة، وقد فسرنا حديثهم في موضع
آخر. قوله خطرت ورائي، أصل الخطران أن يأكل الفحل الربيع فيسلح فيضرب بذنبه ميمنة
وميسرة فيتلبد على عراقيبه وما أصاب الذنب يمنة ويسرة - قال وهما العظمان الناتيان - فذلك
الخطر.
قال الشاعر:
كسا غرابيه نفي الخطر
هَلْ أنتُمْ مُتقلَدِّي أَرْباقِكُمْ ... بِفوارِسِ الهَيْجا ولا الأيْسارِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute