للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأسر الأهتم حمران بن عبد عمرو، ولم تكن لقيس بن عاصم همة إلا الحارث. قال: والحارث

يومئذ على فرس قارح يدعى الزبد. وقيس بن عاصم على مهر يقال إنه ابن فرس الحارث، واسمه

الزعفران. فلحق قيس بن عاصم الحارث فقال: استأثر يا حارث خير أسير. فقال الحارث لا بل شر

أسير، ثم قال قيس استأثر يا حارث خير أسير، فقال لا بل شر أسير، ثم قال الحارث ما شاء الزبد،

ثم زجر فرسه فسبق مهر قيس لقوته، وتخوف قيس أن يفوته الحارث فحفزه بالرمح في إسته، قال:

فبحفزة قيس سمي الحارث الحوفزان. فنجا الحارث بالحفزة ورجع بنو منقر بسبي بني ربيع

وأموالهم، وبأساري بكر بن وائل وأسلابهم. وفي هذا اليوم يقول قيس بن عاصم:

جزى الله يربوعاً بأسوإ فعِلها ... إذا ذُكرت في النائبات أمورُها

ويومَ جدودٍ قد فضحتم أباكم ... وسالمتم والخيلُ تدمَى نحورُها

ستخطِمُ سعدٌ والرِّبابُ أنوفكم ... كما غاط في أنفِ القضيبِ جريرُها

قوله غاط يعني دخل. قال والقضيب الناقة التي لم تُرض.

فأصبحتم والله يفعل ذاكم ... كمهنوءةٍ جرباءَ أُبرِزَ كورُها

وأصبحتم والله يفعل ذاكم ... كموءودةٍ لم يبقَ إلا زفيرُها

وأصبحتُ وغلاً في تميم وأصبحت ... عظاماً مساعيها سواكَ ودورُها

ويروى: وأصبحت مقادتها يجبى سواك وخيرها.

أقم بسبيل الحيُ إن كنتَ صادقاً ... إذا غضبت سعدٌ وجاش نصيرُها

عصمنا تميماً في الأمور فأصبحت ... يلوذ بنا ذو وفرِها وفقيرُها

ويومَ جُواثا والنِّباجِ وثيتلٍ ... منعنا ربيعاً أن تُباحَ ثغورها

وغرَّكُمُ من رهطِكم كلُّ مَربعٍ ... جوابي جِهنّامٍ يمد نحيرها

<<  <  ج: ص:  >  >>