للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

جعفر، وأنا في طوائف من بكر بن وائل، والله لئن ظفرت بكم لا تعادون عمارة من بني تميم أبدا - والعمارة الحي العظيم –

ولئن أنتم ظفرتم بي، ما تقتلون إلا أقاصي عشيرتي، والله ما لكم سموت، وقد عرفتم الموادعة التي بيننا

وبين اخوتكم بني سليط، فهل لكم أن تسالمونا وتأخذوا ما معنا من التمر وتخلو سبيلنا، فو الله لا

نروع يربوعيا أبدا. فأخذ عتيبة ما معهم من التمر وخلى سبيلهم. فسار الحارث في بكر بن وائل حتى

أغار على بني ربيع بن الحارث - وهو مقاعس - بجدود فأصابوا سبياً ونعماً وهم خلوف. فبعث

بنو ربيع صريخهم إلى بني كليب بن يربوع وهم يومئذ جيرانهم فلم يجيبوهم، فقال قيس بن مقلد

الكليبي لصريخ بني ربيع:

أمنكم علينا مُنْذرٌ لعدوِّنا ... ودَاعٍ بنا يوم الهياج مُندِّدُ

فقلتُ ولم أَسرُرْ بذاك ولم أُسَأْ ... أسعدَ بنَ زيدٍ كيف هذا التَّودُّدُ

فأتى صريخ بني ربيع بني منقر بن عبيد، فركبوا في الطلب فلحقوا بكر بن وائل، وهم قائلون، فما

شعر الحارث بن شريك، وهو قائل في ظل شجرة إلا بالأهتم بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر،

وهو واقف على رأسه، فوثب الحارث إلى فرسه فركبه، وقال للأهتم: من أنت؟ قال أنا الأهتم، وهذه

منقر قد أتتك. فقال الحارث: فأنا الحارث ابن شريك وهذه ربيع قد حويتها. فنادى الأهتم بأعلى

صوته يا آل سعد. ونادى الحارث يا آل وائل. وشد كل واحد منهما على صاحبه. ولحق بنو منقر

فقاتلوا قتالاً شديداً، ونادت نساء بني ربيع يا آل سعد. قال: فاشتد قتال بني منقر لما نادى النساء،

فهزمت بكر بن وائل، وخلوا ما كان في أيديهم من السبي والأموال، ولم تكن لرجل منهم همة إلا أن

ينجو بنفسه، وتبعتهم منقر فمن قتيل وأسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>