فلتُخبرنَّكَ أنَّ عِزَّةَ دارمٍ ... سَبقتكَ يا ابنَ مُسْوق الأعيار
كيفَ التَّعَذُّرُ بعدَما ذمَّرْتُمُ ... سَقْياً لمعضلَة النتَّاج نوَار
قوله ذمرتم، يقول مسستم مذمرة عند نتاجه، وهو أن يمس لحييه في بطن أمه، فإذا كان غليظاً كان
فحلاً. وقوله لمعضلة النتاج؛ يريد معيبة النتاج، يعني نتجت في مشقة وشدة. وقوله نوار، يريد
نفورا. والتعذر يريد به الاعتذار. وقال إنما يمس مذمره وهو ذفراه.
قَبحَ الإلهُ بني كُليب إنَّهمْ ... لا يغدْرونَ ولا يَفوْنَ لجار
لا يغدرون ولا يفون لجار، وذلك لضعفهم وقلة دفعهم عن أنفسهم، وغيرهم، وذلك كما قال النجاشي:
قبيلةٌ لا يغدرون بذمةٍ ... ولا يظلمون الناس حبَّةَ خردل
يَستيقظونَ إلى نُهاق أتانهم ... وتَنامُ أعيُنُهمْ عَن الأوتار
وحميرهم أيضا أي إذا سمعوا صوت الحمير انعظوا وقاموا اليها.
يا حقَّ كُلُّ بني كُليب فَوْقَهُ ... لؤْمٌ تسربلهُ إلى الأطفار
مُتبرقعي لُؤْمٍ كأنَّ وُجوههُمْ ... طُليتْ حَواجبُها عنيَّة قار
ويروى محاجرها يعني أنهم سود الوجوه من العار، العنية البول ورماد الرمث وخضخاض ردى
القت يطلى به البعير للجرب، وإنما جعله قاراً لسواده.
كَمْ منْ أبٍ ليَ يا جَريرُ كأنَّهُ ... قَمرُ المجرَّة أَوْ سراجُ نَهار
ورثَ المكارمَ كابراً عَنْ كابر ... ضَخْم الدَّسيعَة يَوْمَ كُلِّ فَخار