ذقت طعمها يريد ثوابها من الأعباء والثقل لكان عليك ثقيلاً. قال: والمعنى يقول: كم نام عني بالمدينة من خلي أي من رخي
البال، لا يبالي ما أنا فيه من الكرب والغم الذي قد خرجت نفسي له من الحيازم إلى التراقي. قال:
والحيزوم الصدر. وقوله لم يبل يريد هو خلي البال كما تقول العرب "ويل للشجي من الخلي" يريد
للحزين من الفرح. قال أبو عبد الله: يقال إن هذا أراد به المرأة. وقوله يوم التخاصم، يريد يوم
القيامة لقول الله تعالى {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}.
ولسْتَ بِمأخوذٍ بَلْغو تقُولُهُ ... إذَا لَمْ تعمَّدْ عاقِداتِ العزَائِمِ
وروى أبو عبيدة بقول تقوله، بلغو قال: بقول لا يؤاخذك الله باللغو في كلامك فإن عزمت على شيء
وعقدته آخذك به.
ولمَّا أَبَوْا إلاَّ الرَّحِيلَ وأَعْلَقُوا ... عُرىً في بُرىً مَخْشوشَةٍ بالخزائمِ
يروى فلما أبوا إلا الرواح وأعلقوا ن يعني الأزمة في الأخشة، وهي جمع خشاش، وهي الخشبة في
أنف البعير، وهي البرى، وذلك حين أرادوا الرحيل، وكانت قبل ذلك معطلة في الرعي. والخزامة
حلقة من شعر تكون في أنف الناقة مكان البرة، والبرة من صفر.
وراحُوا بجثمانيِ وأمْسَكَ قلبهُ ... حُشاشتُهُ بينَ المصلَّى وواقِمِ
ويروى بجسماني وهو الجسم، وكذلك الجثمان، الحشاشة بقية الروح. وواقم بالمدينة، أراد حرة واقم.
ويروى قلبه، حبالته يعني حبالة القلب، أي تلك التي كلف بها قد صادت قلبه فكأنها حباله الصائد.