للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يقتلني، فأنا والله أقتله. قال: فلم يصل وكيع يومئذ الظهر ولا العصر

ولا المغرب، فقيل له: ألا تصلي يا أبا المطرف؟ فقال: ما أصنع بالصلاة، وقد قُتل من بني الأهتم

من قُتل. لا يغضب لهم أحد لا من في الأرض ولا من في السماء. قال: فعزله قتيبة عن رئاسة بني

تميم، واستعمل مكانه ضرار بن حصن الضبي. قال زهير بن الهنيد: وكان أول ما هاج مقتل قتيبة

بخراسان، أن الوليد بن عبد الملك، في آخر عمره، أراد خلع سليمان، وأن يجعل ابنه عبد العزيز بن

الوليد، ولي عهد. ودس في ذلك إلى القواد والشعراء. فقال جرير في ذلك:

إذا قيل أيُّ الناس خيرُ خليفةٍ ... أشارت إلى عبدِ العزيزِ الأصابعُ

رأَوُهُ أحقَّ الناسِ كُلِّهِمُ بها ... وما ظَلموا إن بايعوه وسارعوا

وقال جرير أيضا يحض الوليد على بيعته:

إلى عبدِ العزيزِ سَمَتْ عيونُ ال ... رَّعيةُ إذ تُخيرِّتِ الرِّعاءُ

إليهِ دَعتْ دَواعِيَهُ إذا ما ... عمادُ المُلِك خَرَّتْ والسماءُ

وقال أولو الحكومةِ مِنْ قريشٍ ... علينا البيعُ إذ بَلغَ الغَلاءُ

رَأَوْا عبدَ العزيزِ وليَّ عهدٍ ... وما ظلموا بذاك ولا أساءوا

فماذا تنظرون بها وفيكم ... جُسورٌ بالعظائم واعتلاء

فزَحلِفها بأزفلِها إليه ... أميرُ المؤمنين إذا تشاء

قوله فزحلفها إليه، يعني ادفعها. وقوله بأزفلها يريد بأجمعها.

فإن الناس قد مدُّوا إليه ... أكُفَّهم وقد بَرِحَ الخفاء

ولو قد بايعوك ولي عهد ... لقام الوزن واعتدل البناء

<<  <  ج: ص:  >  >>