للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في ذلك المقري:

بقرِ ابنِ ليلى غالبٍ عذتُ بعدما ... خشيت الردى أو أن أُرَدَّ إلى قبر

بقبرِ امرئٍ يَقري المئينَ عظامُه ... ولم يكُ إلا غالباً ميِّتٌ يقري

ويروى يقري المئين ولم يكن، من الناس إلا غالباً.

فقال لي القبرُ المباركُ إنما ... فكاكُكَ أن تلقَى الفرزدقَ بالمِصرِ

قال: وأصاب رجل من بني الأبيض بن مجاشع دما. قال: فسأل في الناس فلم يعطوه شيئا، فاستغاث

بقبر غالب فافتكه الفرزدق بمائة ناقة، فهو حيث يقول:

دعا دعوةً بين المقرَّين غالباً ... وعاذ بقبرٍ تحته خيرُ أعظُم

فقلت له أقَريك من قبرِ غالبٍ ... هُنيدةَ إن كانت شِفاء من الدم

ينام الطريدُ بعدها نومةَ الضحى ... ويرضَى بها ذو الأحنةِ المتجرِّم

ألا هل علمتم ميْتاً قبلَ غالب ... قَرَى مائةً ضيفاً له لم يكلم

قال أبو عثمان، حدثني الأصمعي، قال: قلت لأعرابي ما يحملكم على نومة الضحى؟ قال: إنها مبردة

في الصيف، مسخنة في الشتاء. قال في ذلك بعض الأعراب يصدق ما أقول:

وما العيشُ إلا شرقةٌ وتبطُّحٌ ... وتمرٌ كأكبادِ الرباعِ وماءُ

قال أبو عبيد الله، أخبرنا أحمد بن يحيى: أن الأعرابي أنشدهم:

تُمنيِّن الطلاقَ وأنت عندي ... بعيش مثل مشرقة الشمالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>