للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَبْلَكَ مَا أَخْزى الأخيطِلُ قومَهُ ... وأسلمهم للِمْأزِقِ المُتلاحِمِ

ويروى في المأزق. قال المأزق يعني المضيق. قال: وهو موضع ملتقى الحرب. قال: وجعله

متلاحماً لشدته وضيقه عليهم. قال: وعنى بقوله وقبلك ما أخزى الأخيطل قومه، أراد به قول

الأخطل، حين دخل على عبد الملك بن مروان، وعنده الجحاف بن حكيم السلمي، وقد كان الجحاف

اعتزل حربهم تحرجا، ولم يدخل منها في شيء، فلما رآه الأخطل عند عبد الملك قال:

ألا أبلغ الجَحَّافَ هل هو ثائرٌ ... بقتلَى أصيبت من سُليمٍ وعامرِ

ويروى ألا سائل الجحاف. فلما سمع الجحاف ذلك من الأخطل، غضب وجعل يجر مطرفه حمية

وجزعا وغضبا، فقال عبد الملك للأخطل: ما أراك إلا قد جررت على قومك شراً طويلاً. قال ومضى

الجحاف حتى أتى قومه وافتعل كتبا على لسان عبد الملك بالولاية، ثم أنه حشى جربا ترابا، وقال إن

عبد الملك قد ولاَّني بلاد بني تغلب، وهذه الحرب فيها الأموال، فتأهبوا وامضوا معي، فلما أشرف

على بلاد بني تغلب، نثر التراب وخرَّق الكتب، ثم قال لهم: ما من ولاية ولكني غضبت لكم -

وأخبرهم بقول الأخطل له عند عبد الملك - فاثأروا بقومكم. قال فشد على بني تغلب بالبشر ليلا وهم

غارون آمنون. فقتل منهم مقتلة عظيمة، قال: وهرب الأخطل من ليلته مستغيثاً بعبد الملك، فلما دخل

عليه الأخطل أنشأ يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>