حتى لحقوا الظعن ثلاث ليال بأيامهن، حتى قالت ابنة قيس يا ابتاه، أتسير الأرض معنا، فعلم أنها قد جهدت، فقال: أنيخوا،
وامتنعت بنو عبس، ومنعوا ظعنهم. قال: ورجعت بنو سعد يتفادى بعضهم ببعض - أي يستتر
بعضهم ببعض - لم ينالوا خيرا.
قال ففي ذلك يقوم عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن ذهل بن قراد بن مخزوم بن ربيعة بن
غالب بن قطيعة بن عبس:
ألا قاتل الله الطلولَ البواليا ... وقاتل ذكراكَ السنينَ الخواليا
قال: معنى قوله قاتل الله، يريد التعجب. قال: والطلول: ما شخص لك من آثار الدار، مثل الوتد
والأثافي وغير ذلك، قال وهو مثل قولك للرجل: قاتلك الله أي قتلك الله.
وقولك للشيءِ الذي لا تناله ... إذا ما حَلاَ في الصدر يا ليتَ ذاليا
قال: وروى أبو عبد الله بن الأعرابي: إذا ما هو احلولى ألا ليت ذاليا
ونحن منعنا بالفَروقِ نساءنا ... نذبب عنها مشيلات غواشيا
ويروى نطرف أولى مشعلات غواشيا. وروى أبو عبد الله: نطرف عنها مسبلات غواشيا. مسبلات
بالسين بلا إعجام. قال والمشبلات بالشين يريد الأسد، من قولهم أشبل عليه، وذلك إذا قاتل عنه،
وأشفق عليه. والغواشي التي تغشاهم، يريد غشيتهم الرماح. قال: والمسبلات، يريد أسبل عليهم أي
صب عليهم. قال: وفي قول أبي عبد الله نطرف،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute