جاء طامعا فيما يريد، حريصاً عليه. ويقال ما يبض حجره، وما تندى صفاته. قال: وذلك
إذا لم يطمع منه في شيء. قال: والبض والضب السيلان، قال: وكل هذا أعرابي، يعني هذا كلام
الأعراب ولغتهم واختيارهم.
وقلتُ لمن أخطرِ الموتُ نفسَه ... ألا من لأمرٍ حازمٍ قد بدَاليا
وقلت لهم ردوا المغيرَةَ عن هَوىً ... سوابقَها وأقبلوها النواصيا
قوله ردوا يعني هذه الخيل، يعني ردوها عن طمع سوابقها، وهواها ما تريد، وأقبلوها نواصي
خيلكم أي ردوها.
فما وجودنا بالفروق أشابة ... ولا كُشُفاً لكن وجدنا مواليا
ويروى ولا كشفا ولا نبتنا مواليا: قوله: ولا نبتنا مواليا، يقول: لم نكن حلفاء في قوم وإنما كنا
بعضنا في بعض. وقال ابن الأعرابي: ولا وجدونا مواليا، وقال: نبتنا فكأنه أراد بالنبت الشيء
المحدث، فنحن لنا القدم والأصل المعروف، ويروى عند الطعان. والفروق موضع معروف. قال:
وهو الموضع الذي ذكره جرير، وهذا حديثه. قال: وقوله أشابة، قال والأشابة الخلط، ومنه يقال فلان
مؤتشب الحسب، وذلك إذا كان مغمورا في حسبه وليس بخالص. ومنه يقال شب لبنك بالماء يا
رجل، يريد أخلطه. قال: والأكشف من الرجال، الذي ينكشف في الحرب فلا يثبت. وهذا قول أبي
عبد الله ابن الاعرابي. وقال غيره: الأكشف من الرجال، الذي لا ترس معه. قال، وقال الأصمعي
كقول ابن الأعرابي في تفسيره. قال: والأكشف الذي يولي سريعا.
وإنا نقود الخيل حتى رؤوسها ... رؤوس نساء لا يجدنَ فواليا
قوله لا يجدن فواليا يعني من الشعث والضر.