رجع إلى شعر جرير:
وإنَّي وقيساً يا ابنَ قين مُجاشِعٍ ... كرِيمٌ أُصفَّي مدحتي للأكارِمِ
إذا عُدَّتَ الأيامُ أخزيتَ دارِماً ... وتُخزيكَ يا ابنَ القينِ أيامُ دارِمِ
ألمْ تُعطِ غصباً ذا الرقيبة حُكمهُ ... ومنُيةُ قيسٍ في نصيبِ الزَّهادِمِ
ويروى وأعطيت غصبا. وقوله ومنية قيس، يريد قيس بن زهير العبسي حين أخذ للزهدمين
نصيبهما من حاجب بن زرارة مائة ناقة من فدائه، وقوله ألم تعط غصبا ذا الرقيبة حكمه. فإن ذا
الرقيبة هو مالك بن عامر بن سلمة بن قشير، أخذ فداء حاجب ألف بعير، وأخذ منه قيس للزهد مين
مائة ناقة، فقال في ذلك قيس بن زهير:
جزاني الزهدمانِ جزاء سوء ... وكنتُ المرءُ يُجزَى بالكرامة
وقد دافعتُ قد علمت معدٌّ ... بني قُرطٍ وعمُّهُم قدامه
أجاثيهم على الركباتِ حتى ... أثبتكم بها مائةً ظُلامه
وأنتُمْ فررتُمْ عَنْ ضرارٍ وعثجلٍ ... وأسلمَ مسعودٌ غداةَ الحفاتِمِ
قوله وأنتم فررتم عن ضرار. يعني ضرار بن قعقاع بن معبد بن زرارة، أسره بشر بن لأي أخو
بني تيم اللات بن ثعلبة يوم الوقيط، وقد كتبنا حديثه فيما مضى من الكتاب.
قال: وأخذ طيسلة العجلى عثجل بن المأمون بن شيبان بن علقمة بن زرارة يوم الوقيط أيضاً، وفي
نسخة ابن سعدان طيلسة. وقوله مسعود، وهو مسعود بن القصاف بن عبد قيس بن حرملة بن مالك
ابن أبي سود بن مالك بن حنظلة، قتله إياس بن عبلة أخو بني جثم بن