أبا سود. قال: والخشاب ربيعة ورزام إخوتهم، بنو مالك بن حنظلة من غير طهية.
كأنَّ بَنِي طُهَيَّةَ رهطَ سَلمَى ... حِجَارَةُ خارئٍ يرْمِي كِلابا
قال أبو عثمان، قال أبو عبيدة والأصمعي: كان أبو البلاد الطهوي الشاعر، خطب سلمى بنت عم
أبي البلاد لحا، فقال أبوها: أنت سبريت - وإن شئت سبروت قال وهو الذي لا يملك شيئاً - قال،
فقال له أبو البلاد: فإني أؤاجرك نفسي حتى تجتمع لي عمالة أقوى بها. قال: فأجابه إلى ما سأله.
قال: ثم إنه رعى عليه زمانا، حتى إذا ظن أن قد قدر على صدقتها، ورد الماء لخمس، وقد أنكحها
أبوها رجلا سواه. قال: ثم إن أبا البلاد تجهز إلى الكوفة ليمتعها، وقد بقي له من زاده آراب في
مكتل، وقد شد في عمود البيت. قال والآراب كل عظم يكسر، فهو إرب. وهو من قول العرب قطعته
إربا إربا، يعني عضوا عضوا. قال وقد شد الزبيل في عمود البيت، فتلقته أمة لبعض أهل الماء في
حاجة لها. فقالت: يا أبا البلاد، قد أجيلت جوائل سلمى، فهات محورتك - قال وإنما أرادت قول أبي
البلاد حيث يقول:
سيعلمُ أكياسُ الرجالِ محورتي ... إذا الأمر من سلمى أجيلت، مجاوله
قوله أجيلت مجاوله يعني قضى الأمر الذي يريدون، يعني قضي أمر سلمى، فزوجت وأنت لا تدري
- قال، فقال للأمة: ويحك، ما تقولين؟ قالت: أنت وذاك فسل تخبر.
قال: فقصد إلى بيت سلمى. قال، فقالت سلمى: فرأيت وجهه مصفراً، وظننت أنه من الجوع
والضر. قالت: فقمت إلى المكتل ثم دفعته